18 ديسمبر مشاريع الاستدامة في البناء أهميتها وتأثيراتها المستقبلية
أصبحت الاستدامة في البناء ضرورة ملحة في ظل التغيرات المناخية السريعة وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، إن مشاريع الاستدامة في البناء ليست مجرد موضة عابرة، بل تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى تقليل الأثر البيئي، وتعزيز كفاءة استخدام الموارد، وتحقيق توازن بين متطلبات التنمية واحتياجات الأجيال القادمة.
في هذا المقال، نستعرض أهمية مشاريع الاستدامة في البناء وتأثيراتها المستقبلية على الاقتصاد والبيئة وجودة الحياة، كما نلقي الضوء على الحلول المبتكرة والتقنيات التي تسهم في بناء مدن مستدامة وصديقة للبيئة.
مفهوم الاستدامة في العمارة
الاستدامة في العمارة، التي تُعرف أيضًا بالعمارة الخضراء أو التصميم المستدام، تمثل نهجًا في الهندسة المعمارية يركز على تصميم المباني بطرق تحافظ على البيئة وتقلل من الأثر السلبي للبناء عليها، كما تهدف إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة والمياه.
أهداف الاستدامة في البناء
تسعى الاستدامة في العمارة إلى تحقيق توازن بين الاحتياجات البيئية والاقتصادية والاجتماعية للمباني، من خلال تصميم منشآت مسؤولة بيئيًا تستخدم الموارد بكفاءة على مدار دورة حياتها، بدءًا من مرحلة التصميم والتنفيذ وصولًا إلى التشغيل والصيانة.
أهمية الاستدامة في البناء
تُعتبر الاستدامة في شركات البناء خيارًا مثاليًا للأفراد والشركات الراغبة في تقليل تكاليف مشاريع البناء والمساهمة في حماية البيئة، حيث:
- تساعد الاستدامة في العمارة في تقليل تكاليف الطاقة على المدى الطويل من خلال دمج الموارد الطبيعية المتجددة في التصميم، مثل استخدام الطاقة الشمسية للتدفئة والإضاءة، مما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
- تشمل الاستدامة في العمارة دمج العناصر الطبيعية من البيئة المحيطة، وتقليل استخدام الموارد الجديدة من خلال استبدالها بمواد بناء صديقة للبيئة ومعاد تدويرها.
كيفية تحقيق الاستدامة في المباني
كيفية تحقيق الاستدامة في المباني يُعتبر هدفًا رئيسيًا لشركات المقاولات في الكويت، حيث يساهم في تقليل الأثر البيئي، تحسين كفاءة استهلاك الطاقة، وتعزيز جودة الحياة. لتحقيق هذا الهدف، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات التي تهدف لتحقيق الاستدامة في البناء.
استخدام مواد بناء مستدامة
- اختيار مواد صديقة للبيئة، مثل الأخشاب المعتمدة، الخرسانة المعاد تدويرها، والدهانات ذات المركبات العضوية المتطايرة المنخفضة.
- تقليل النفايات من خلال إعادة تدوير المخلفات وتطبيق تقنيات البناء المسبق لتقليل الفاقد.
تصميم مبانٍ ذات كفاءة طاقية عالية
- تحسين العزل الحراري لتقليل الحاجة إلى التدفئة والتبريد.
- استخدام أنظمة إضاءة موفرة للطاقة، مثل مصابيح LED وتقنيات التحكم الذكي في الإضاءة.
دمج مصادر الطاقة المتجددة
- تركيب الألواح الشمسية لتوليد الكهرباء وتقليل الاعتماد على الشبكة العامة.
- استخدام أنظمة تسخين المياه بالطاقة الشمسية لتلبية احتياجات المبنى من المياه الساخنة.
إدارة المياه بكفاءة
- جمع مياه الأمطار لاستخدامها في الري أو التنظيف.
- تركيب أنظمة توفير المياه، مثل صنابير ومراحيض منخفضة التدفق.
تعزيز جودة الهواء الداخلي
- استخدام مواد بناء غير سامة: للحد من الملوثات داخل المباني.
- تحسين التهوية الطبيعية: لضمان تدفق الهواء النقي داخل المنشأة.
تبني ممارسات البناء المستدامة
- التخطيط الفعّال للموقع: للحفاظ على البيئة المحيطة وتقليل الأثر السلبي.
- تدريب العمال: على أساليب وتقنيات البناء المستدامة.
الحصول على شهادات الاستدامة
- السعي للحصول على شهادات مثل LEED أو BREEAM لتأكيد التزام الشركة بالمعايير البيئية العالمية.
من خلال اتباع هذه الاستراتيجيات، يمكن لشركات المقاولات تحقيق الاستدامة في البناء من خلال مبانٍ ومشروعات مستدامة تساهم في حماية البيئة، وتقليل تكاليف التشغيل، بالإضافة إلى تحسين جودة الحياة للمستخدمين.
تحليل مشاريع مباني مستدامة
ظهرت العديد من المنهجيات التي تتناول تحليل مشاريع مباني مستدامة، وذلك بفضل جهود مجموعة من الخبراء والمتخصصين والممارسين ذوي الخبرة، من خلال ما يُعرف بمجلس البناء الأخضر، الذي تم تأسيسه على المستوى الوطني في بعض الدول.
في هذا السياق، سنستعرض أشهر أنظمة تحليل مشاريع مباني مستدامة، مما سيمكننا من فهمها والتعامل معها بشكل عام، حيث تمثل هذه الأنظمة الأساس والمرجعية للعديد من الأنظمة الأخرى التي ظهرت في مختلف دول العالم، وخاصة في الدول العربية التي بدأت تتقدم في مجال تقييم المباني الخضراء، ساعيةً لوضع أنظمة تتناسب مع بيئتها الخاصة.
أشهر أنظمة تحليل مشاريع مباني مستدامة
سنبدأ بالتحدث عن نظام تحليل مشاريع مباني مستدامة الأكثر شهرة على مستوى العالم، وهو نظام LEED، الذي رغم أنه ليس الأقدم، إلا أنه الأكثر انتشاراً وتطوراً على الصعيدين العالمي والعربي. بعد ذلك، سنتناول النظام الذي يليه من حيث الانتشار والأقدم من حيث الظهور، وهو نظام BREEAM.
كما سنلقي نظرة على نظام CASBEE (نظام التقييم الشامل لكفاءة البيئة المبنية) الياباني، الذي يتميز بمنهجية قياس مختلفة، بالإضافة إلى نظام Green Star المعتمد في أستراليا، ونظام Green Globes المتبع في كندا.
نظام التقييم LEED
يشير مصطلح LEED إلى “الريادة في الطاقة والتصميم البيئي”، وهو نظام معترف به دولياً كمقياس لتصميم وإنشاء وتشغيل المباني ذات الأداء البيئي العالي، ويعتبر مؤشراً للعمارة الخضراء الفعالة.
يقوم هذا النظام بتقييم وقياس تأثيرات وأداء أي منشأة من خلال مجموعة من المعايير، تشمل استدامة الموقع، توفير الطاقة، كفاءة استخدام المياه، المواد والموارد، تحسين البيئة الداخلية، بالإضافة إلى التصميم والابتكار. كما يتم تحديثه بشكل دوري ليتماشى مع الاحتياجات المتغيرة للبيئة.
لقد تم إصدار عدة نسخ من هذا النظام، بدءاً من المباني الجديدة إلى المباني القائمة وصيانتها، وصولاً إلى المنازل والأحياء المستدامة. ورغم أن هذا النظام نشأ في الولايات المتحدة، إلا أنه تم ترويجه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، ليصبح واحداً من أبرز الأنظمة التي تقيم الاستدامة في البناء وفقاً لمعايير تهدف إلى تقليل تأثيرها على البيئة، وزيادة عمرها الافتراضي، وتوفير بيئة صحية لسكانها.
مجالات نظام التقييم LEED
تستند جميع أنظمة LEED الخاصة بالمباني إلى ستة مجالات رئيسية، وهي:
- الموقع المستدام (Sustainable Site)
- كفاءة استخدام المياه ( (Water Efficiency
- الطاقة والغلاف الجوي (Energy and Atmosphere)
- المواد والمصادر (Materials and Resources)
- جودة البيئة الداخلية ( (Indoor Environmental Quality
نظام التقييم BREEAM
يشير مصطلح بريم إلى أسلوب دقيق في تحليل الاستدامة في البناء، في المنطقة العربية، وبالتحديد في دول الخليج، تم تطوير نسخة من النظام تحت اسم BREEAM GULF لتتناسب مع المناخ المحلي.
تتضمن معايير الاستدامة في البناء مجموعة واسعة من الفئات، بدءًا من الطاقة وصولاً إلى البيئة، وتشمل جوانب مهمة مثل استهلاك الطاقة والمياه، والبيئة الداخلية (الصحة والرفاهية)، والتلوث، والنقل، والمواد، وإدارة النفايات، والبيئة، وإدارة العمليات.
مجالات نظام التقييم BREEAM
يتضمن نظام تحليل مشاريع مباني مستدامة BREEAM مجموعة من المجالات الأساسية التي تُستخدم لتقييم مختلف أنواع وتصنيفات المباني، حيث تُعتبر هذه المجالات معايير لتصميم الأبنية الخضراء، وهي كالتالي:
- الإدارة (Management) تركز على التحكم في أداء الأفراد أثناء تشغيل المبنى.
- استخدام الطاقة (Energy use) تتعلق بمعدلات استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية الناتجة عن المبنى.
- الصحة والرفاهية (Health and Well-being)
- المواد (Materials) تتناول تأثير استهلاك المواد على البيئة وعلاقتها بدورة حياة المبنى.
- المياه (Water) تشمل استخدام المياه وطرق الحفاظ عليها داخل وخارج المبنى.
- النقل (Transport) تتعلق بعلاقة المواصلات العامة بالمبنى وكيفية التعامل معها.
- المخلفات (Ecology) تشمل المخلفات الناتجة عن عمليات تشييد المبنى.
- استخدام الأراضي والبيئة (Land use and Ecology) تتعلق بالتنسيق العمراني والحفاظ على القيمة الإيكولوجية للموقع.
- التلوث Pollution)) تشمل التلوث والضوضاء الناتجة عن أنشطة البناء.
نظام التقييم CASBEE
نظام CASBEE، الذي يُعرف بأنه نظام التقييم الشامل لكفاءة البيئة العمرانية، هو آلية لتقييم وتصنيف الأداء البيئي للمباني والبيئات العمرانية. تم تطويره من قبل المجلس القومي للبناء الأخضر الياباني (JAGBC) في عام 2001، ويستمر تحديثه وتطويره منذ ذلك الحين.
مجالات نظام التقييم CASBEE
يغطي نظام التقييم CASBEE مجموعة من المجالات التي تدعم أهداف تقييم الاستدامة في البناء، وتشمل ما يلي:
- كفاءة استهلاك الطاقة.
- كفاءة استخدام الموارد.
- البيئة المحيطة بالموقع.
- البيئة الداخلية.
- جودة الخدمات.
- البيئة الخارجية للموقع.
نظام تقييم Green Star
نظام التقييم جرين ستار هو نظام لتحليل العمارة الخضراء، في عام 2006، ساهم في تأسيس مجلس العمارة الخضراء في نيوزيلندا، ومن ثم في جنوب أفريقيا، حيث اعتمدت كل من الدولتين نظام النجمة الخضراء كأساس لأنظمة التقييم الخاصة بهما مع إجراء بعض التعديلات لتناسب بيئتهما المحلية.
يهدف نظام “Green Star” إلى زيادة الوعي العام بفوائد العمارة الخضراء، ويعتبر أداة لتصنيف وتقييم الأداء البيئي للمباني العامة، بدأ النظام بتقييم المباني المكتبية، ثم تم تطويره ليشمل أنواعًا أخرى من المباني، ليشمل جميع التصنيفات مثل المباني الإدارية، التعليمية، العلاجية، التجارية، والمحاكم، والمتاحف، والمعارض، والمسارح، والقاعات، وأماكن العبادة، بالإضافة إلى المباني السكنية.
على سبيل المثال، تم تطوير نظام خاص للمباني الإدارية يُعرف باسم Green Star- Office Design))، والذي يتضمن مجموعة متنوعة من التخصصات، بما في ذلك إصدار خاص للمساحات الإدارية الداخلية والمباني الإدارية القائمة.
يُعتبر هذا النظام أحد أداوات تحليل مشاريع مباني مستدامة المرنة والقابلة للتكيف، مصممة لتلبية الاحتياجات المتنوعة في مناطق جغرافية مختلفة. وقد جمع هذا النظام بين نظامي التقييم LEED و BREEAM لتحقيق أداء أفضل.
مجالات نظام التقييم Green Star
يعتمد نظام التقييم Green Star على مجموعة من المجالات التي تُستخدم لتقييم المباني، حيث تشمل هذه المجالات جوانب تصميم المبنى وتنفيذه وعمليات تشغيله، بالإضافة إلى مراعاة البيئة الداخلية. يتضح من ذلك الدمج بين مجالات نظامي التقييم LEED و BREEAM ،وتتمثل هذه المجالات في:
- الإدارة Management
- جودة البيئة الداخلية Indoor Environmental Quality
- الطاقة Energy
- النقل Transportation
- المياه Water
- المواد Material
- إيكولوجيا الموقع واستخدامه Land Use & Ecology
- الانبعاثات Emissions
نظام Globes Green
نظام Globes Green هو نظام لتقييم العمارة الخضراء تم تطويره في كندا بواسطة مؤسسة CSA (جمعية المعايير الكندية)، مستندًا إلى النسخة الكندية من BREEAM.
يهدف نظام Green Globes إلى تقييم الأداء البيئي للمباني، وتعزيز تحسين التصميم وإدارة التشغيل، وزيادة الوعي بالمشكلات البيئية لدى مالكي المباني والمصممين والمقاولين، بالإضافة إلى تحسين أداء التصميم خلال مراحل المشروع.
مجالات نظام تقييم Green Globes
يعتمد نظام تقييم Green Globes على مجموعة من المجالات التي تشمل:
- الموقع Site
- الطاقة Energy
- المياة Water
- الموارد Resources
- المخلفات السائلة Emission & Effluents
- البيئة الداخلية Indoor Environment
- إدارة المشروع Project Management
يمكنكم الان الحصول على استشارة مجانية من مهندسي شركة العودة بكل سهولة عبر البريد الإلكتروني أو من خلال التواصل المباشر عبر أيقونة واتساب في أسفل يسار الشاشة. لا تتردد، خطوتك الأولى نحو مشروعك المثالي تبدأ هنا!”
خاتمة
في نهاية هذا المقال، يتبين أن مشاريع الاستدامة في البناء تشكل الأساس لتحقيق تنمية مستدامة تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الأثر البيئي للأنشطة البشرية. من خلال الابتكارات التكنولوجية وتعاون الحكومات والشركات، يمكننا أن نبني مستقبلًا أكثر استدامة ورفاهية للأجيال القادمة.
إن استثمار الاستدامة في البناء ليس خيارًا بل ضرورة ملحة لضمان بقاء كوكبنا صالحًا للعيش وتلبية تطلعات التنمية المستدامة على مستوى العالم.
أسئلة شائعة
ما هي الاستدامة في المباني؟
العمارة المستدامة، أو العمارة الخضراء، هو مصطلح شامل يشير إلى تقنيات التصميم التي تأخذ في الاعتبار البيئة في مجال الهندسة المعمارية، تتضمن عملية الاستدامة في البناء تصميم المباني بطريقة تحترم البيئة، مع التركيز على تقليل استهلاك الطاقة والموارد والمواد، وتقليل التأثيرات الناتجة عن البناء والاستخدام على البيئة، بالإضافة إلى تعزيز الانسجام مع الطبيعة.
ما هي بعض الأمثلة على الاستدامة؟
تظهر الاستدامة في مجالات متعددة، مثل توليد الطاقة، حيث يتم التركيز على اكتشاف مصادر جديدة تفوق استهلاك الاحتياطيات الحالية. على سبيل المثال، بدأت بعض شركات الكهرباء في وضع أهداف عامة لتوليد الطاقة من مصادر مستدامة مثل طاقة الرياح، والطاقة المائية، والطاقة الشمسية.
لماذا تعتبر الاستدامة مهمة في البناء؟
من خلال التركيز على استخدام مواد وممارسات بناء صديقة للبيئة، تسهم الاستدامة في البناء في حماية النظم البيئية، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل استهلاك الطاقة.
كيف يمكنني جعل منزلي مستدامًا؟
يمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام مواد بناء معاد تدويرها واختيار مواد ذات انبعاثات منخفضة، كما يمكن الاعتماد على نظام التهوية الطبيعية أثناء عملية البناء.
من المهم أيضًا الاستعانة بفريق متخصص يمتلك الخبرة في استخدام مواد البناء ذات التأثير البيئي المنخفض، وذلك لتقليل المخاطر والهدر في الموارد.
لذلك، لا تتردد في التواصل مع شركة العودة للمقاولات أحد أفضل شركة مقاولات في الكويت، واستعراض أعمالها السابقة، ومعرفة حجم المشاريع التي نجحت في تنفيذها، فهذا سيساعدك في اتخاذ قرار مدروس.